أصبح مصطلح الذكاء الاصطناعي دارج بين كثير من الأشخاص هذه الأيام، حيث ساهم بشكل كبير في تطوير العديد من نواحي الحياة. بدءًا من الاقتراحات المخصصة للمستخدمين في المحتوى الإلكتروني، ووصولاً إلى الأجهزة الذكية والسيارات ذاتية القيادة. فما هو الذكاء الاصطناعي؟ وما هو تاريخه؟ وما هي فئات وأنواع الذكاء الاصطناعي؟ وما تطبيقاته؟ سنتعرف في هذا المقال على إجابات هذه الأسئلة.
المحتويات
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي هو الأنظمة أو البرامج التي تحاكي القدرات البشرية في أداء المهام والقادرة على أن تحسن من نفسها استنادًا إلى المعلومات التي تجمعها، مثل المحادثة مع العملاء وفهم مشكلاتهم بشكل أسرع وتقديم إجابات أكثر كفاءة، أو استخدامه في تقديم اقتراحات مخصصة لمشاهدة المحتوى استنادًا إلى عادات المشاهدة للمستخدمين.
يتعلق الذكاء الاصطناعي بالقدرة على التفكير العميق وتحليل البيانات أكثر من تعلقه بمهمة معينة. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يقدم روبوتات بأداء أعلى من الإنسان، إلا أنه لا يهدف إلى أن يحل محل البشر، وإنما يهدف إلى تعزيز القدرات البشرية بشكل أكبر.
تاريخ الذكاء الاصطناعي
بدأت دراسة موضوع الذكاء الاصطناعي في عام 1940 م في مدرسة فكرية تدعى الاتصالية، ثم قدّم آلان تورينج ورقة بحثية يدرس فيها آلة تقلد الإنسان في التفكير دون وجود اختلافات كبيرة في عام 1950 م. جاء هودجكين هكسلي بعده ليعرض نموذج يحاكي الذكاء البشري على شكل شبكة كهربائية تمثل الخلايا العصبية، وتيار كهربائي يحاكي النبضات التي تشغل أو توقف الخلايا.
ساعدت هذه الدراسات والنماذج على إطلاق مفهوم الذكاء الاصطناعي في مؤتمر بكلية دارتموث عام 1956م. إلا أن أبحاث الذكاء الاصطناعي توقفت لفترة طويلة نظرًا لعدم توفر السرعات والسعات التخزينية العالية. ثم عادت من جديد في الثمانينات بعد تقديم أمريكا وبريطانيا مشروع الجيل الخامس في تكنولوجيا الحاسوب.
في بداية التسعينات تحولت أبحاث الذكاء الاصطناعي إلى ما يسمى بالوكيل الذكي، والذي يستخدم في التسوق عبر الإنترنت وتصفح الويب وغيره، ولا يزال العلماء يحاولون إدخال الذكاء الاصطناعي إلى مجالات جديدة مثل؛ برامج خدمة العملاء والرد على الهاتف والعديد من المجالات الأخرى.
فئات الذكاء الاصطناعي
دخل الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات الرقمية والإلكترونية، ويتواجد في أجهزة كثيرة على أشكال مختلفة، بحيث يحاكي الذكاء البشري. ويندرج الذكاء الاصطناعي تحت ثلاث فئات رئيسية:
1. الذكاء الاصطناعي الضيق
الذكاء الاصطناعي الضيق أو الذكاء الاصطناعي الضعيف هو من أنواع الذكاء التي تحاكي الذكاء البشري ولكنه مختص بنوع واحد ومحدود من الذكاء، ويركز على أداء نوع واحد من المهام بشكل جيد جدًا، أي أنه يؤدي مهمة واحدة فقط لكن باحترافية أكثر بكثير من الذكاء البشري. ومن الأمثلة على الذكاء الاصطناعي الضيق: السيارات ذاتية القيادة ومحرك بحث جوجل والمساعد الشخصي الذكي في أجهزة الأيفون Siri.
2. الذكاء الاصطناعي العام
الذكاء الاصطناعي العام، ويعرف أيضًا باسم الذكاء الاصطناعي القوي، هو من أنواع الذكاء الموجود في الأجهزة الذكية والآلات يكسبها ذكاءً مثل الذكاء البشري، ويُستخدم في حل أي مشكلة. ومن أمثلة على الأجهزة التي تملك الذكاء الاصطناعي العام؛ الروبوتات المستخدمة في إنجاز مهام عديدة والتي تتصرف بناءً على الموقف.
3. الذكاء الاصطناعي الفائق
يعرف الذكاء الاصطناعي الفائق بأنه النوع الذي يفوق مستوى البشر، حيث يقوم بأداء المهام بشكل أفضل من الإنسان المتخصص. يملك الذكاء الاصطناعي الفائق العديد من الخصائص مثل؛ القدرة على التعلم، والتواصل التلقائي، والتخطيط، وإصدار الأحكام، ومازال العمل على تطوير الذكاء الاصطناعي قائم في وقتنا الحالي.
أنواع الذكاء الاصطناعي
يمكن تقسيم الذكاء الاصطناعي إلى أربع أنواع رئيسية:
1. الذكاء الاصطناعي التفاعلي
يستخدم الذكاء الاصطناعي التفاعلي الخوارزميات لتحسين المخرجات بناءً على عدد من المدخلات. فمثلاً أنظمة الذكاء الاصطناعي للعب الشطرنج هي أنظمة تفاعلية تقوم بتطوير أفضل استراتيجية للفوز باللعبة. يميل هذا النوع من الذكاء إلى أن يكون ثابتًا إلى حد ما، وليس له قدرة على التعلم أو التكيف مع المواقف الجديدة. وبالتالي، فإنه سيخرج نفس المخرجات عند وجود مدخلات ثابتة.
2. الذكاء الاصطناعي محدود الذاكرة
يمكن للذكاء الاصطناعي محدود الذاكرة التكيف مع التجارب السابقة أو تحديث نفسه بناءً على الملاحظات أو البيانات الجديدة. وهذا النوع غالبًا ما يكون طول الذاكرة فيه قصير نسبيًا ومقدار التحديث محدود. فمثلاً يمكن للمركبات ذاتية القيادة قراءة الطريق والتكيف مع المواقف الجديدة، وحتى التعلم من التجارب السابقة.
3. نظرية العقل
يتكيف هذا النوع من الذكاء الاصطناعي بشكل كامل ولديه قدرة كبيرة على التعلم والاحتفاظ بالتجارب السابقة، كما أنه قادر على فهم المشاعر. يتضمن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي روبوتات محادثة متقدمة قادرة على اجتياز اختبار تورنغ، وإقناع أي شخص بأن الذكاء الاصطناعي إنسان. على الرغم من كون هذا الذكاء الاصطناعي متقدم ومثير للإعجاب، إلا أنه ليس واعيًا بذاته.
4. الذكاء الاصطناعي المدرك للذات
يمكن لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي أن يصبح واعيًا بذاته. ولا يوجد أي نوع من هذا الذكاء الاصطناعي في زمننا الحالي، ويعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي لن يصبح واعيًا أبدًا.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي
يستخدم الذكاء الاصطناعي في الكثير من التطبيقات التكنولوجية والحياتية المهمة، والتي سهلت العديد من نواحي الحياة وقامت بأداء وظائف عديدة كانت مقتصرة على العقل البشري وحده، ومن أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي ما يأتي:
- علم الروبوتات والتي تستخدم في الكثير من الصناعات مثل التسويق والرعاية الصحية والتمويل.
- استكشاف الفضاء الخارجي مثل الأقمار الصناعية والمركبات المرسلة إلى الفضاء وتكنولوجيا تتبع المواقع.
- خدمة العملاء مثل الروبوتات التي تستخدم في خدمة العملاء والتسويق الإلكتروني.
- سوق الأوراق المالية والتمويل مثل تحليل الأرباح والخسائر والتنبؤ بها والخوارزميات المستخدمة في تحليل الأسهم في الأسواق المالية.
- وسائل الإعلام الرقمية حيث تقوم بعرض الإعلانات إلى الأشخاص المستهدفين من خلال اهتماماتهم وسلوكياتهم على الإنترنت.
- قطاع الرعاية الصحية حيث تقوم آلات الرعاية الصحية بتحليل حالة المريض، والتنبؤ بالأمراض التي قد تحدث له في المستقبل بناءً على بياناته وتحديد نوع العلاج.
- التعرف على الوجه وهذه التقنية تستخدم في العديد من الأجهزة مثل الهواتف الذكية، وتعمل على تعلم وإدراك الأنماط وتخرج بنتائج فعالة وسريعة.
- مساعدات الصوت الافتراضية حيث تقوم على مساعدة وتقليد الذكاء البشري عن طريق التواصل الصوتي.
- تطبيقات اللياقة البدنية مثل الساعات الذكية التي تحسب الخطوات والسعرات الحرارية، وغيرها من تطبيقات اللياقة البدنية.