يعتبر تمر عجوة المدينة من الكنوز الزراعية والنباتية التي اشتهرت بها المدينة المنورة عبر التاريخ، فهو ليس مجرد نوع من التمور، بل رمز من رموز التراث الإسلامي والغذائي. جمع بين الطعم الفاخر، والفوائد الصحية العديدة، والمكانة الروحية الخاصة، مما جعله محط أنظار الحجاج والزوار والمهتمين بالغذاء الطبيعي حول العالم. في هذا المقال، نسلط الضوء على تمر عجوة المدينة، ونتعرف على خصائصه، وفوائده الصحية، وقيمته الغذائية، إضافة إلى طرق التمييز بين أنواعه لضمان الحصول على التمر الأصلي.
المحتويات
ما هو تمر عجوة المدينة؟
تمر عجوة المدينة يعد من أندر وأفخم أنواع التمور في المملكة العربية السعودية، ويزرع حصريًا في المدينة المنورة. يتميز بلونه الداكن المائل إلى السواد، وملمسه الطري، ومذاقه الحلو المعتدل الذي يجمع بين النكهة الغنية والقوام الناعم، مما يجعله مفضلاً لدى محبي التمور الفاخرة.
لا يعتبر تمر عجوة مجرد نوع من التمور، بل يحمل مكانة مميزة في التراث الإسلامي، فقد ورد ذكره في أحاديث نبوية، وهو ما زاد من قيمته واهتمام الناس به، خصوصًا الباحثين عن الغذاء الصحي والطبيعي. ويتميز بتوازن مثالي بين الطعم والملمس، مما يجعله مناسبًا للتناول اليومي أو للاستخدام في وصفات غذائية متنوعة.
من المهم التمييز بين عجوة العالية وعجوة المدينة، حيث تزرع عجوة العالية في المناطق المرتفعة من المدينة وتعرف بجودتها الفائقة ونكهتها المركزة، في حين أن عجوة المدينة تشمل جميع التمور المزروعة في مختلف مناطق المدينة.
فوائد عجوة المدينة
يُعد تمر عجوة المدينة من الأغذية الفريدة التي تجمع بين القيمة الغذائية العالية والفوائد الصحية المتعددة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يبحث عن نمط حياة صحي وطبيعي. إليك أبرز فوائده:
1. تعزيز المناعة
غني بالمعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة، مما يساعد على دعم الجهاز المناعي ومقاومة الأمراض والالتهابات.
2. الوقاية من السرطان
تشير بعض الدراسات إلى أن عجوة المدينة قد تمتلك خصائص مشابهة للمضادات الحيوية، وتساهم في الوقاية من بعض أنواع السرطان والأمراض المزمنة.
3. تحسين الهضم
بفضل احتوائه على كمية عالية من الألياف، يساعد على تعزيز عملية الهضم والوقاية من الإمساك.
4. علاج فقر الدم
يحتوي على نسبة مرتفعة من الحديد، مما يجعله مفيدًا في تعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء والوقاية من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
5. دعم صحة العظام
غني بالكالسيوم والفسفور، مما يعزز صحة العظام ويساهم في الوقاية من هشاشتها وتسريع تعافيها عند التعرض لأي ضرر.
6. تسهيل الولادة
يساعد في تحفيز عضلات الرحم وتسهيل عملية الولادة، بالإضافة إلى التخفيف من الألم المصاحب لها.
7. تحفيز إدرار الحليب
يوصى بتناوله للمرأة المرضعة، إذ يُعتقد أنه يساعد على زيادة إدرار الحليب وتحسين مناعة الرضيع.
8. تعزيز صحة الدماغ
يقلل من تأثير الأكسدة الضارة في خلايا الدماغ، مما يساهم في الوقاية من أمراض مثل الزهايمر والخرف.
9. دعم صحة القلب
يساعد على تقليل الدهون الثلاثية الضارة في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب.
10. الوقاية من العين والحسد
يحظى تمر عجوة المدينة بمكانة مميزة في السنة النبوية، حيث ورد عن النبي ﷺ: “من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر“ (رواه البخاري ومسلم). ولهذا يعتقد أن له دورًا في الحماية الروحية من العين والحسد، خصوصًا عند تناوله على الريق.
القيمة الغذائية لتمر عجوة المدينة
يوضح الجدول التالي القيمة الغذائية لكل 100 غرام من عجوة المدينة:
العنصر الغذائي | الكمية لكل 100 غرام |
السعرات الحرارية | 277 سعر حراري |
الماء | 21.32 غرام |
البروتينات | 1.81 غرام |
السكريات | 66.47 غرام |
الألياف الغذائية | 6.7 غرام |
الكالسيوم | 64 ملغرام |
البوتاسيوم | 696 ملغرام |
الصوديوم | 1 ملغرام |
الحديد | 0.9 ملغرام |
الفسفور | 62 ملغرام |
المغنيسيوم | 54 ملغرام |
الزنك | 0.44 ملغرام |
النحاس | 0.36 ملغرام |
المنغنيز | 0.3 ملغرام |
فيتامين ب6 | 0.25 ملغرام |
حمض الفوليك | 15 ميكروغرام |
فيتامين ك | 2.7 ميكروغرام |
كيف تعرف عجوة المدينة؟
يمكن التعرف على تمر عجوة المدينة من خلال شكله الدائري المميز ولونه الأسود الداكن، إضافة إلى طعمه الفريد الذي يجمع بين الحلاوة المعتدلة والقوام الناعم. يُعد من أرقى أنواع التمور وأكثرها طلبًا، خاصة خلال موسم الحج، مما يفسر ارتفاع سعره مقارنةً بغيره نظرًا لجودته الاستثنائية.
تُصنَّف عجوة المدينة إلى نوعين رئيسيين: النوع الطويل المعروف بـ “أبو ذراع”، والنوع المستدير ويُعرف بـ “المدردمة”. وتنتشر زراعتها في مختلف مناطق المدينة المنورة، لكن أجود أنواعها تأتي من منطقة العالية، الواقعة جنوب المدينة بجوار مسجد قباء، وتمتد زراعتها اليوم إلى مناطق متفرقة مثل ينبع، وتبوك، وخيبر، والثمد.