يعد البيض من أكثر الأطعمة انتشارًا على موائد الناس حول العالم، لما يتمتع به من طعم محبب وقيمة غذائية عالية. لكنه في الوقت نفسه لطالما أثار جدلًا واسعًا بين مؤيد ومحذّر، خاصةً فيما يتعلق بعلاقته بمستويات الكولسترول في الدم وتأثيره على صحة القلب. فبينما يرى البعض أن صفار البيض غني بالكوليسترول ويجب تجنبه، تشير دراسات حديثة إلى أن تناول البيض بشكل معتدل لا يشكل خطرًا حقيقيًا على معظم الأشخاص الأصحاء. في هذا المقال، نناقش حقيقة تأثير البيض على الكولسترول، ونستعرض فوائده الصحية، بالإضافة إلى الكمية المناسبة لتناوله يوميًا بشكل آمن.
المحتويات
هل البيض يرفع الكولسترول؟
كان يعتقد في السابق أن تناول البيض يؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول في الدم، نظرًا لاحتواء صفار البيض على نسبة عالية منه. لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن الكوليسترول الموجود في البيض لا يؤثر بشكل كبير على مستوياته في الدم لدى أغلب الأشخاص الأصحاء، خاصةً عند تناوله باعتدال. فعند تناول أطعمة غنية بالكوليسترول، يقوم الكبد تلقائيًا بخفض إنتاجه الداخلي للتوازن.
في الواقع، السبب الرئيسي لارتفاع الكوليسترول في الدم يعود إلى استهلاك الدهون المشبعة، الموجودة في الزبدة، والسمنة، واللحوم الدسمة، ومشتقات الحليب كاملة الدسم. هذه الدهون لها تأثير أكبر وأكثر ضررًا على صحة القلب من الكولسترول الغذائي الموجود في البيض.
ما الكمية المناسبة لتناول البيض يوميًا؟
يتفق معظم الخبراء الصحيين على أن تناول بيضة واحدة يوميًا يُعد آمنًا لمعظم البالغين الأصحاء، ولا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. فوفقًا لجامعة هارفارد، فإن تناول ما يصل إلى 7 بيضات أسبوعيًا لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى عامة الناس، خاصة أن التأثير الأكبر على الكولسترول يأتي من الدهون المشبعة وليس من الكولسترول الغذائي الموجود في البيض.
لكن بعض الدراسات تشير إلى أن الاستهلاك العالي للبيض، مثل أكثر من 10 إلى 11 بيضة في الأسبوع، قد يكون مرتبطًا بزيادة طفيفة في خطر الوفاة العامة والوفاة بسبب السرطان، مع أن العلاقة بأمراض القلب تبقى غير واضحة تمامًا.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول الضار (LDL)، أو السكري، أو لديهم تاريخ من أمراض القلب، فيفضل أن يقللوا من تناول صفار البيض، ويكتفوا بتناول 6 بيضات أو أقل أسبوعيًا، مع التركيز على تقليل الدهون المشبعة في النظام الغذائي واستخدام بياض البيض كمصدر بديل للبروتين.
فوائد تناول البيض
البيض يعد من الأطعمة الكاملة والمغذية، ويمثل خيارًا صحيًا للعديد من الأشخاص عند تناوله باعتدال. ومن أبرز فوائده:
- مصدر ممتاز للبروتين: يحتوي البيض على بروتين عالي الجودة وسهل الهضم، ويشمل جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم لبناء العضلات والأنسجة وأداء وظائفه الحيوية.
- غني بالعناصر الغذائية المهمة: يوفر البيض مجموعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية، مثل فيتامين د، وفيتامينات ب، وحمض الفوليك، والكولين، والسيلينيوم، والكاروتينات. وتعتبر هذه العناصر ضرورية لصحة الدماغ، والمناعة، والعظام، خاصة أن الكثير من الأنظمة الغذائية الحديثة تفتقر إلى بعضها.
- محتوى دهون معتدل: تحتوي البيضة الواحدة متوسطة الحجم على نحو 4.6 غرام من الدهون، ثلثها فقط دهون مشبعة. تتركز معظم الدهون في الصفار، في حين أن البياض يحتوي على كمية ضئيلة منها، مما يجعله خيارًا مناسبًا لمن يراقبون استهلاكهم للدهون.